از الما اپ ری را ازرم

3

27 ۱ ج ںی لئ کی د کروی

www.moswarat.

2 LDA‏ لا 9ون

www.moswarat.com

- عا

وف جى یی ری ھل دن جیزوکےی

WWW.MOSWaArat. 1

م

ارم لے كاف ةحقو قالط انش رول محفوظة بطاقة فهرسة فهرسة أثناء النشر إعداد الهيئة المصرية العامة لدار جو الکتب والوثائق القومية - إدارة الشئون الفنية

اراتا ےت عبد اللطيف » عبد الشافي محمد . العالم الإسلامي في العصر الأموي ( - ۱۳۲ه | ۱ - ۸۷۵۰ ) : دراسة سياسية / تأليف عبد الشافي ال ڑاگ محمد عبد اللطيف . - ط .١‏ - القاهرة : دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة » [۲۰۰۷] . ٦ھ‏ ص ؟ سم تدمك ۸ ۰۸۷ ۳۶۲ ٩۷۷‏

١‏ - العالم العريي - تاریخ - العصر الأموي التلتحة الأول أ - العنوان

۹ هر - ۲۰۰/۸ مر

qor,

کا[ جمهورية مصر العربية - القاهرة - الإسكندرية

/ : الإدارة : القاهرة : ۱۹ شارع عمر لطفي مواز لشارع عباس العقاد خلف مكتب مصر للطيران ا م و عند الحديقة الدولية وأمام مسجد الشهید عمرو الشربيني - مدينة نصر الطباعة والسشروالتوزبيع واازحََة هاتف : ۲۲۷۰۸۲۸۰ ۲۰۲۲۲۷۹۱۰۷۸ +) فاكس : ۲۲۷۷۸۷٥۰‏ (۲۰۲+) : سک ا|للکیمة : فرع الأزھسر : ۱۲۰ شارع الأزهر الرئيسي - هاتف : ۲۵۹۳۲۸۲۰ (۲۰۲+) تأسست الدار عام ۱۹۷۳م وحصلت | المكتبة : فرع مدینة نصر : ١‏ شارع الحسن بن علي متفرع من شارع علي أمين امتداد شارع على جائزة أفضل تاشر للتراث ثثلائة مصطفى اللحاس - مدینة نصر - هاتف : ۲٥١٥٢٢٢٢‏ (۲۰۲+) 0 1 مرب ید لمككتبة : فرع الإسكندرية : ۱۲۷ شارع الإسكندر الأكبر - الشاطبي بجوار جمعية الشبان السلمین ثالث مشي في صناعة الدشر ۱ هائف : ۰۹۳۲۲۰۵ فاكس : ۹۳۲۲۰4 ( ۲۰۳ +) ہس تس سس | بريديا : القاهرة : ص.ب ۱٦١‏ الغورية - الرمز البريدي ۱۱٦٢۹‏

البرید الإلكتروني : 081-31531323.6013©) info‏

موقعنا على الانترنت : 121-215212102.6012. ۳۲۷۰۷۷

- عل

رع میں اي ری (سکی جن کروی

۱۸/۱۸/۱۸ ۰ ۲۲۱۵5۱۸۷2۲2. COM

رمك ے3 ہے و مومس ساز ا مار ارس کی اة ارم

در

الطباعة ناونع وة

ہے جیٰ ہے

مقدمة

أحمدك لیم وأستعينك وأستهديك » وأعوذ بك من شرور نفسي وسيئات أعمالي » وأصلي وأسلم على خاتم أنبيالك ورسلك ‏ وعلى آله وصحبه وسلم .

وبعد ؛ فهذا الكتاب دراسة للجانب السياسي للعالم الإسلامي في عصر الدولة الأموية » الذي يعتبر من أكثر عصور التاريخ الاسلامي في تعدد قضاياه السياسية وتشعب حوادثه التاريخية ء ولقد كان الدافع لهذا العمل أن تلك الحقبة من تاريخ المسلمين لا تزال فى حاجة إلى دراسة واعية متأنية » يكون رائدها البحث عن الحقيقة التاريخية امجردة » مستقاة من أُوئق مصادرها ء وإلى كلمة حيادية منصفة تقوم على تحليل الروايات ومقارنة ا حوادث واستنطاق النصوص التاريخية ؛ ذلك لأن معظم الكتابات المعاصرة - وهي كثيرة - التي تناولت هذا العصر اتخذت موقفا معاديًا للأمويين ء معتمدة في ذلك على روايات خصومهم ء أو آراء ذوي الهوى والميول من الؤرخین » فجاء تاريخ خلفائهم وولاتهم مشومًا » يشوبه كثير من الزيف والتخريف والبعد عن حقائق التاريخ ؛ وقد تضافرت عدة عوامل أسهمت في ذلك التشويه وصبغت عصر بني أمية بألوان قاتمة مظلمة ء منها :

١‏ - أن معظم الأمویین وققوا من الرسالة ا حمدیة موقف العداء الطلق » وحملوا لواء معارضتها وشن الحرب ضدها أكثر من عشرين عامًا » ولم يدخلوا الإسلام إلاعند فتح مكة سنة ( ۸ه ) ومع أنهم أسلموا وحسن سلامهم ‏ إلا أن بعض خصومهم استغلوا هذا الموقف » واتخذوا منه ذريعة للنيل منهم والتشهير بهم .

۲ - أن بني أمية دخلوا في صراع سياسي مع آل البیت - منذ مقتل عثمان ڪه فمالت عواطف كثير من المسلمين إلى آل البيت نظرًا لمكانتهم في نفوس الناس ء وعمّق هذا الشعور ما تعرض له بعض أفراد آل البيت من المآأسي مما خلق شعورًا يكاد يكون عابًا بالكراهية للأمويين » حيث لم يكن من السهل على أي مسلم - مهما كان مذهبه وانجاهه السیاسی - أن يرضى عن حادث مقتل الحسين ذه ذلك الحادث الذي شغل حيرا کبیڑا في کتب الؤرخین ء وأساء إلى سمعة الدولة الأموية .

۳ - ما وقع فيه بعض خلفاء وولاة بني أمية من أخطاء جسيمة مثل غزو الدینتین

سس سس مرورمز القدستین - مکة والدينة - ما هز مشاعر ا مسلمین » وتردد صداه في نفوسهم و کتاباتهم .

٤‏ - کثر أعداء بني أمية من الشيعة والخوارج ومن ا حاقدین علیهم والطامعین في الحكم - مثل ا ختار الثقفي » وابن الأشعث ء وابن الهلب وغیرهم - ما اضطر الأمويين إلى الدخول معهم في معارك طاحنة والتتکیل بهم . وفوق ذلك الوالي الفرس الذین لم ينسوا زوال دولتهم على آيدي العرب » فصبوا جام غضبهم على الامویین واتهموهم بالتعصب ضدهم .

تجمعت کل هذه العناصر الوتورة - وکان لکل منها شعراء وخطیاء ونقلة للاخبار ورواة - وراحت تبث الشائعات في جوانب العالم الاسلامي وتضخم الأخطاء الصغيرة وتفتعل الا کاذیب وتلفق الروایات عن العصر الأموي ورجاله كما شارك دعاة بني العباس - إبان الرحلة السرية لدعوتهم والتحضير للفورة على الدولة الأموية - فی هذا التیار وأحذوا يركزون على تشویه سمعة ال لفاء والولاة ليخلقوا ریا عاگا معادیا للدولة » وقد نجحوا في ذلك ناما کبیڑا .

٥‏ - ظلت هذه الأخبار والشائعات يتردد صداها على ألسنة الناس حتی بدأ عصر التدوين ء فدون المؤرخون کل ما وصل إلى سمعهم سواء أكان حًا أم باطلا .

وکان من سوء حظ الأمويين أن تاریخهم دون في عصر خصومهم العباسيين » وقد لعبت تلك ا خصومة - التي بلغت حد استعصال شأفة الأمويين ونبش قبورهم - دورها في تشویه هذا التاریخ وطمس معاله .

نقد أدت تلك العوامل مجتمعة إلى تشویه کثیر من جوانب التاریخ السياسي لعصر بني أمية وتزييف عدید من حقائقه وتلفیق الشائعات والاباطیل حول خلفائه وولاته .

فائن كان بعض الأمويين عادی الاسلام في البداية ء وتأخر إسلامهم ؛ الا آنهم ما أسلموا عام الفتح أظهروا من حسن البلاء فى الفتوحات وقاموا بأدوار بارزة في رفع راية التوحيد » وأبدوا من الحب لدين الله والجهاد في سبیله ما لفت إليهم الانظار »

حتى إن الرسول یلیہ أسند إلى كثير منهم أجل الأعمال وأخطرها » وكذلك فعل الخلفاء الراشدون الثلاثة من بعده » ولكن على الرغم من ذلك كله فان بعض

مقلمة ‏ سس سس سس سس سس سس سس سس سس ۱

الكتّاب والرخین - سواء من اندفعوا وراء رغبة العباسیین والتقرب إليهم بالاساءة إلى الأموبین ء أو من سيطر علیهم الهوی » وأعماهم التعصب الذهبي - لم یستطیعوا التخلص من نظرتهم إليهم قبل إسلامهم ء فراحوا يعيرونهم بأنهم « الطلقاء وأبناء الطلقاء » ونسوا أن الإسلام يجب ما قبله » بل وصل التحامل يبعضهم إلى حد اتهامهم بالكفر "2 .

ومن العجيب أن تلك النظرة لا زالت تتردد على أقلام بعض الباحثین والكتّاب حتى عصرنا الحاضر ء فها هو الكاتب الإسلامي الشهير » المرحوم الأستاذ سيد قطب » الذي تعتبر مؤلفاته من أكثر الكتب الاسلامية رواتجا وتأئیرا - وبصفة خاصة

في عقول الشباب السلم - يقول عنهم : ٠‏ وبنو أمية في الاسلام هم بنو أمية في الجاهلية ) ۹ ولم یکن بوصفهم بالظلم والطغیان » بل راح يشكك في عقيدتهم وإخلاصهم لدينهم 2 . فهل حما لم يؤثر إسلام الأمويين في سلوكهم وأخلاقهم ؛ فظلوا على جاهليتهم ؟ وهل غاب ذلك عن رسول الله کاو حين شر باسلامهم وقربهم » وأسند إلى كثير منهم أخطر الأعمال فيما يتعلق بمصير الدولة وأمنها » بل فيما يتعلق بعقيدتها حيث اتخذ منهم کنیا للوحي ؟

ومثل آخر من تحامل المعاصرين على بني أمية » يمثله الرحوم الأستاذ عباس العقاد في بعض کتاباته » وبصفة خاصة كتابه ( معاوية بن أبي سفيان في الميزان 4 حيث عمد إلى تجريح معاوية - الصحابي ا جلیل - ووصفه بصفات هي أبعد ما تكون عنه » فالمصادر - حتى المعادي منها لبني أمية - تع على أن من أبرز صفات معاوية ضيه الحلم والتسامح والكرم » وهي صفات جمعت القلوب وألفتها حوله » وتجمع المصادر أيضًا على تسمية عام توليته الخلافة بعام ا جماعة ء ويقول عنه : « ولو حاسبه التاریخ حسابه الصحيح ء لما وصفه بغير مفرق الجماعات ) ° هذه أمثلة

)١(‏ انظر على سبيل المثال ما يزعمه الجاحظ بهذا الصدد ء حيث يتهم معاوية بالكفر في رسالة له عن بني أمية » ملحقة بكتاب - النزاع والتخاصم فيما بین بني أمية وبني هاشم - للمقريزي ( ص٤ ٩‏ ) - وانظر أيضًا ما يقوله القريزي نفسه المذكور ( صه 7١-١‏ ) » حيث یرمی الأمويين صراحة بالکفر ء والعياذ باللّه . ۱

(۲) سيد قطب - العدالة الاجتماعیة في الإسلام ( ص ۱۸۵ ) .

(۳) المرجع السابق ر ۱۸۲ - ۲١١‏ ) .

. ص 55 ) من الکتاب المشار إليه‎ ( )٤(

سس مقامة

قليلة من حشد کبیر من تحامل المعاصرين على بني أمية ”© .

وإذا كانت تلك آراء بعض الورخین والكتّاب في بني أمية ء فان هناك فريًا آخر كان لهم من الوعي الفكري والأمانة العلمية ما منعهم من الاندفاع وراء هذا التيار والانزلاق في متاهات التعصب الأعمى والجري وراء التقاط الشائعات والأكاذيب مثل خليفة بن خياط والطبري وأمثالهما » ولكن المشكلة بالنسبة لهذا الفریق آنهم - من موقع الأمانة العلمية والحياد - قد دونوا في كتبهم كل ما وصل إليهم من روايات دون نقد أو تحليل - إلا في القليل النادر - ودون التمييز بين غٹھا وسمينها » فحفلت كتبهم بحشد من الروايات المدسوسة والأخبار المتعارضة والآراء التناقضة » تاركين كل ذلك - على ما هو عليه - لفطنة الباحث وتمحيص الدارس وتحليل اللتخصص ؛ ولم يفت مورا کبیڑا كالطبري أن ينبه إلى هذا في مقدمة کتابه ملقیا تبعة ما في هذه الروایات والأخبار على الرواة » فيقول : « فما يكن فى كتابى هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستدكره قارئه ء أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجهًا من الصحة » ولا معنى في ا حقیقة ء فلیعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا وإنما أتى من بعض ناقليه إلينا » وأنَا إا أڈینا ذلك على نحو ما أدي إلينا ) © .

)١(‏ ومن يريد المزيد من أمثلة تحامل المعاصرين على بني أمية فلیقراً أحدث كتاب يمس الموضوع » وهو كتاب الأستاذ عبد الرحمن الشرقاوي الذي طبع ( في 584١م‏ ) في دار غريب للطباعة بالقاهرة بعنوان «علي إمام المنقين » - الجزء الأول - والذي نشر قبل ذلك في جريدة الأهرام في مقالات أسبوعية كانت تظهر کل يوم أربعاء ابتداء من ( ه رمضان 4.7 ١ه‏ ) حتى ( ٩‏ ربيع الأول ١٤٠٥ھ)‏ . وليقرأ كذلك مقالات الدكتور حسین مؤنس التي بدأ يكتبها في مجلة أكتوبر الأسبوعية » تحت عنوان « تاريخ موجز للفكر العربي » ابتداء من العدد ( ۳۷۱) بتاريخ ( ١/۱۹۸۳/۱۲م‏ ) والتي حمل فيها على بني أمية حملة قاسية » ووصفهم بأنهم « طواغيت » ( ص ۲١‏ ) من العدد ( ۳۷۱) . ووسم حكومة معاوية ومروان بن ا حکم وابنه عبد الملك « بالظلم والطغيان والاستبداد ٤‏ ء ( ص؛ ۲ ) من العدد ( ۳۷۲) في (۶۱۹۸۳/۱۲/۱۱) . والعجيب في الأمر أن الدكتور مؤنس يصور الخوارج - وهم المرفوضون والمدانون من الأمة بإجماع علماء هل السنة - كما لو كانوا هم وحدهم الذين يمثلون الاسلام الصحيح ء وأن بني أمیة کانوا هم الخارجين على الإسلام . وهكذا نری أنه لا يزال بعض الباحثين يكيل الهم جزافا لبني أمية » ويستقي معلوماته عنهم من المصادر التطرفة في عدائها لهم ء ويتجاهل - لا ندري اذا - الصادر ا حایدة والعروفة بالاعتدال والنزاهة » وأغلب ظني لو أن الأستاذ عبد الرحمن الشرقاوي والد کتور حسين مؤنس قد اطلعا على كتب ؛ مثل كتاب « العواصم من القواصم » لابن العربي ؛ و « منهاج السنة النبوية » للإمام ابن تيمية ء را کٹیڑا من أفكارهما وآرائهما عن بني أمية .

» تاريخ الطبري ( ۲۵/۱ ) . ولابن الأثير قول ماثل في مقدمة كتابه « أسد الغابة في معرفة الصحابة‎ )٢( . ۱۶/۱ (

مقِدمة س دإ

وعلى الرغم من ذلك فإنه يمكن للباحث التجرد من الميول والأحكام المسبقة أن يستخلص التاريخ الصحيح ويستكشف وجه الحقيقة لعصر بني أمية ويضعهم في الکان اللائق بهم في مسيرة التاريخ الإسلامي .

وإنما یتأتی له ذلك بأمرين

١‏ - تمحيص ما حفلت به المصادر الأصلية التقليدية كالبلاذري والطبري وابن الأثير ومن على شاكلتهم ؛ وذلك بمقارنة الحوادث ودراسة ظروفها ودوافعها ء وتحليل الروايات المتعارضة حولها » وشخصيات القائمين بها والمشتركين فيها .

۲ - عدم الاعتماد على هذه المصادر التقليدية وحدها ء فهناك مصادر لا یلتفت إليها كثير من الباحثين » وقد أثبعت التجربة في هذه الدراسة أن في كتب مثل : « العواصم في القواصم ) لابن العربي » و « منهاج السنة » لابن تيمية » تفسير كثير

من المواقف المنسوبة لبني أمية » وكشف المغزى الحقيقي لعديد من القضایا ما يغير تلك الصورة القامة ا مرسومة عنهم في أذهان بعض الکیّاب والدارسين .

هذا وستقوم دراستنا للعالم الإسلامي وأحدائه وقضاياه السياسية في عصر الدولة الأموية على أساس أنها - كغيرها من دول التاریخ - لها إيجابياتها وسلبياتها » ولهذا فنحن نسلط الاضواء على جوانبها السياسية لمعرفة ما لها من حسنات وسيئات آخذين في الاعتبار الظروف التي كانت تعيشها وأن رجالها - كغيرهم من البشر - ليسوا معصومين من الوقوع في الخطأ .

كما أن هناك أمرًا ینب ينبغي الحرص على الاشارة إليه وهو أن هذه الدراسة ستتناول أحدائًا وقضایا کان کی من الصحابة - رضوان الله عليهم - أطراقًا فيها » والصحابة كلهم عدول بتعديل الله ورسوله لهم » والایات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة الواردة في فضلهم وعدالتهم كثيرة © .

ولا يحتاج أحد منهم - بعد تعديل الله ورسوله لهم - إلى تعديل أحد من الخلق » يقول ابن حجر : « على أنه لو لم يرد من الله ورسوله فيهم شيء ما ذكرناه لأوجبت ا حال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد ونصر الإسلام ... والمناصحة في (۱) انظر في فضائل الصحابة وعدالتهم : فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ( /١‏ ) وما بعدها . وصحيح البخاري ( ۲۸۷/۲ ) وما بعدها . وصحيح مسلم بشرح النووي ( ۱۵/ ۱8۸ ) وما بعدها .

وأسد الغابة لابن الأثير ر 4/1 ) وما بعدها » والإصابة لابن حجر ( ۱ وما بعدها . ومنهاج السنة لابن تيمية ( )۲٦٢ /٢‏ وما بعدها .

,ا“ سس مقلدمة

الدين » وقوة الإيمان واليقين - القطع على تعدیلهم والاعتقاد على نزاهتهم ‏ وأنهم كافة أفضل من جمیع ا حالفین بعدهم ) ° .

" ویقول ابن حزم : « الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعًا » » قال الله تعالی : ل

تتتوى يسك من من من كل التتح ول أَزلَيكَ أعم َة من لين نون بعد

و 7 ر وعد أله لني © رادید ۰ء وقال تعالی :‏ د الات سبقت لهم نّا ال ة ریک معا مدرد [الأبياء: ٠٠١‏ قبت أن ا جمیع من أهل ا جنة وأنه لا یدخل أحد منهم النار ؛ لأنهم امخاطبون بالاية السابقة ) 29 . ولکن هناك فرقًا بین العدالة والعصمة من الخطأ » يقول ابن تيمية : « والقاعدة الكلية في هذا أن لا نعتقد أن أحدًا معصومًا بعد النبي پل فالخلفاء وغير الخلفاء يجوز عليهم الخطأ ”2 فإذا نسب خطاً إلى هذا أو ذاك من الصحابة ء فلا يظنن أحد أن ذلك ینقص من قدرهم - حاشا له - لأن من أخطأ منهم أخطأ مجتهدًا » ولم يتعمد ذلك الخطأ . ۱

وقد أخطأ بعض الصحابة أخطاء جسيمة في حياة النبي بلي فعفا عنهم » ولم يؤثر ذلك في مكانتهم عنده » فقد كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش يخبرهم

بمسير الرسول پا لفتح مكة » ومع أن هذه جريمة عقوبتها الإعدام في كل

القوانين - لأنه أفشى أسرارًا عسكرية للأعداء وقت الحرب - إلا أن الرسول بلي بل عُذْرَه وعفا عنه 6٩‏ . ثم أخطأ خالد بني الوليد في قتل من قتل من بني جذيمة بعد فتح مکة ‏ وقد غضب منه الرسول غضجا شدیذا ء ورفع يديه إلى السماء وقال : « اللهم إني أبرأ إليك ما صنع خالد بن الوليد » © فرسول الله يبرأ من صنيع خالد ولكنه لم يبرأ من خالد نفسه » بل اعتبر عمله اجتهادًا خاطئًا ودفع دية هؤلاء القتلی ء كل هذا يدل على وقوع الخطأ منهم ولكن خطأهم لا يمنع من عدالتهم .

وقد اعتمدت في هذه الدراسة على المصادر الأصلية » مثل : تاريخ خليفة بن خياط » و « فتوح مصر ) لابن عبد الحكم ء و « فتوح البلدان » للبلاذري » وتاريخ الطبري ء و « الكامل في التاريخ » لابن الأثير » و « البداية والنهاية » لابن کثیر » و١‏ البيان المغرب » لابن عذاري » وتاريخ ابن خلدون ومقدمته وغيرها من مؤلفات )١(‏ الاصابة ( ۱۱/۱ . (۲) الصدر السابق ( ۰۱۱/۱ ۱۲) . (۳) منهاج السنة ر ۱۷۰/۳ - ۱۷۷ ) ۰ )٤(‏ ابن هشام » السيرة ( ۱۷/۶ ) . (5) الصدر السابق ( ۰1/1 ) ۱

أهل السنة المعتدلين » ولم أغفل مصادر المؤرخين المعروفين بميولهم الشيعية » مثل كما رجعت إلى أمهات كتب التراجم والطبقات » مثل : طبقات أبن سعد ؛ و« فضائل الصحابة » لأحمد بن حنبل ء و « أسد الغابة ) لابن الآثير » و ( الإصابة في تمييز الصحابة ) لابن حجر و « سیر أعلام النبلاء » للذهبي ء وأهم كتب الحديث مثل صحيحي البخاري ومسلم » ومن أهم الکتب التي أفادت منها هذه الدراسة : كتاب « العواصم من القواصم 6 لابن العربي 3 وكتاب 2 منهاج السنة النبویة ( لابن تيمية » كما أنني رجعت إلى مؤلفات ا حدثین في هذا الموضوع سواء أكانت عربية ولقد كان العزم في البداية منعقدًا على أن يكون هذا الكتاب شاملا لدراسة العالم الإسلامي في العصر الأموي من جميع جوانبه ء ولكن ضخامة المادة العلمية وتشعبها جعاتني أقصر الدراسة هنا على الناحية السياسية » على أن تکون الناحيتان الاجتماعية والاقتصادية موضوع كتاب لاحق إن شاء الله . ولهذا فقد قسمت الكتاب بعد هذه المقدمة إلى ستة فصول وخاتمة : وکان الفصل الأول عن قيام الدولة الأموية 4 والثاني عن خلفائها 4 والثالث عن لفتوحات في هذا ار وجهود الأمويين فيها وسماستهم في البلاد الفتوحة > 3 الامویسن في مواجهة الأحزاب المعارضة والثورات التي قامت ضد دولتهم » وكان الفصل السادس عن سياستهم الداخلية وأسلوبهم الإداري في حکم العالم الإسلامي ۳ الإشارة الى الأجهرة والدواوين والنظم » وفي ا حاتمة لخصت أبرز نقاط الکتاب و ؛ فإن کت قد وفقت إلى ما قصدت فالفضل وال لله وحدہ ؛ وان کت قد قصرت فالکمال لله وحسبي أنني حاولت ‏ واللّه من وراء القصد عليه توكلت وإليه آنیب . غرة رمضان سنة ٤١ ٤‏ اه

الأول من يونيو سنة ٤۱۹۸م‏

رق میں لیے یئ کی ری لزعصی

۳۲۵۲۰۰ ۷۸۷ب ٢۱۔‏ ۸۷۷۷۷۷۷۷

جی سے ری ہے سے ووب _- سل ی ١‏ ۱

٠

کنا

قيام الدولة الأموية

بش م

U |‏ ¢

عع

سں يجري ھک دجن کرو ںی

۱۸۷۷۰۸۷۷۷ . 110 17ت‎ 8۲۰۲۰ COIN

ترقخ جى ضا ںیي 2 بی ؛ ورو ٣ے‏

قيام الدولة الأو مدا اَی لَالاول ےگ سے قیام الدولة الأموية

شهادة التاريخ بين الهاشميين والأمويين :

ینتسب الهاشميون والأمويون إلى جد واحد هو عبد مناف بن قصي بن كلاب ابن مرة » وكان بنو عبد مناف يتمتعون بمركز الزعامة في مكة لا يناهضهم فيه أحد من بطون قريش » وجميع قریش تعرف ذلك ء وتسلم لهم الرياسة عليها © .

وترجع زعامة بني عبد مناف لكة ورياستهم عليها إلى عهد جدهم قصي ابن كلاب بن مرة الذي استطاع إقصاء خزاعة عن زعامة مكة وتولى زمام الأمور فيها . يقول ابن إسحاق : « فولي قصي البيت وأمر مكة » وجمع قومه من منازلهم إلى مكة» وتملك على قومه وأهله فملكوه ء فكان قصي أول بني كعب بن لؤي أصاب ملكا أطاع له به قومه ء فكانت إليه الحجابة والسقاية والرفادة والندوة واللواء ء فحاز شرف مكة كله ...) © .

وهكذا جمع قصي في يده السلطتين الدينية والزمنية في مكة ء وأصبحت له السيادة عليها ء فلما كبر سئّه حص ابنه الأكبر عبد الدار بجا كان له من أمر مكة والبيت » ولعل ذلك كان تعويضًا له عما فاته من ذيوع الصيت والشرف الذي كان لبقية إخوته . يقول ابن إسحاق : ؛ فلما كبر قصي ورَقٌ عظمه وكان عبد الدار بکرہ » وكان عبد مناف قد شرف في زمان أبيه » وذهب کل مذهب » قال قصي لعبد الدار : آما واللّه لألحقنك بالقوم ء وإن كانوا قد شرفوا عليك » فأعطاه داره ء دار الندوة » والتي لا تقضي قريش ما من أمورها إلا فيها » وأعطاه الحجابة واللواء والسقاية والرفادة » 2 ؛ وبعد وفاة قصي ‏ وفی آبناژه لأحیهم الا كبر عبد الدار ولم ینازعوه في الأمر احترامًا لرأي أبيهم ولکن بعد وفاة عبد الدار وعبد مناف آجمع آولاد عبد مناف بن قصي - عبد شمس وماشم والطلب ونوفل - على أن يأخذوا ما بأيدي أبناء عمهم عبد الدار من أمر مكة والبیت ورآوا آنهم آولی بذلك لشرفهم وفضلهم في قومهم ء فنشأ بسبب ذلك نزاع )١(‏ انظر : عبد الملك بن حسین العصامي » النجوم العوالي ( ۲/۳ ) .

. ( وانظر: أنساب الأشراف للبلاذري‎ » ) ۱۳۸ - 1١5/١ ( سيرة ابن هشام‎ )٢( ) ٠۳/١ ( وأنساب الأشراف‎ » ) ۱4١/١ ( سيرة این هشام‎ )۳(

سس قيام الدولة الأموية أدى إلى انقسام قريش إلى طائفتين : طائفة مالت إلى أبناء عبد الدار وعضدتهم ؛ ولعلها كانت ترى فى ذلك محافظة على التقاليد والأعراف السائدة » وطائفة مالت إلى أبناء عبد مناف ولعلها كانت تنظر إلى واقع الأمر من ارتفاع مكانة بني عبد مناف بين قومهم فرأت أنهم أولى وأحق بوظائف الكعبة وأمر مكة 229 وكاد التزاع يؤدي إلى حرب أهلية في مكة بین الفريقين ولكن عقلاء القوم خافوا عاقبة هذا النزاع وأثره على مكة كلها فتداركوا الأمر وسعوا في عقد صلح تقسم بمقتضاه الوظائف على أن يعطوا بنى عبد مناف السقاية والرفادة » وأن تكون ا حجابة واللواء والندوة لبنى عبد الدار كما كانت ء ففعلوا ورضي كل واحد من الفريقين بذلك ء وتحاجز الناس عن ا حرب » وثبت كل قوم مع من حالفوا » فلم يزالوا على ذلك حتى جاء الله تعالى بالإسلام 0 ,

حصل أبناء عبد مناف على الرفادة والسقاية طبقًا لما تم الاتفاق عليه فخصوا بها أخاهم هاشم بن عبد مناف ؛ لأنه كان أكثرهم ثروة ء جاهًا ء وبعد وفاة هاشم صارتا لأبي طالب بن عبد الطلب » ثم للعباس بن عبد الطلب () حتى جاء الإسلام والأمر على ذلك .

ومما تقدم يتضح لنا أن أبناء عبد مناف جميعًا > ومنهم الهاشمیون والعبشميون کانوا يدا واحدة في نزاعهم مع أبناء عمهم عبد الدار حول مناصب الكعبة كما أنهم لم يختلفوا على تقسيم ما حصلوا عليه ؛ بل سلموه لاخيهم هاشم بن عبد مناف ؛ لما كان يتمتع به من يسار وسعة في الرزق . وهذا يؤكد أن العلاقات بين الهاشميين والأمويين قبل الاسلام كانت علاقات أخوة متينة وتضامن كامل . حتى جاء الإسلام فوقف معظم الامویین موقف العداء من الدين الجديد وصاحبه علد 3 ثم هداهم الله إليه فانخرطوا فيه يذودون عن بيضته ويشاركون في فتوحاته إلى أن قتل ابن أبي سفیان 59| حول مقتل الخليفة والقصاص من قتلته ما سنفصله فيما بعد . ولكن بعض المؤرخين راح یؤصل هذا النزاع بین الهاشميين والامویین ويعود إلى ما قبل الإسلام » فألف المقريزي كتابه الذي سماه « النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية (۱) سيرة ابن هشام ( )۱٤۳ ۱٤۲/۱‏ . (۲) المصدر السابق ( ١114/١‏ ) . (۳) أنساب الأشراف ( ١/لاه‏ ) وسيرة ابن هشام ( ۲۱4۷/۱ .

يام الدولةالأمسةتةللب ب لمج ل ۱۷ وبني هاشم » ادعى فيه أن العداوة بينهم مستحكمة وقديمة © .

وهذا الذي ذهب إليه المقريزي وجاراه فيه كثير من الباحثين المحدثين 29 لا سند له من التاريخ . وكل ما كان بين بني هاشم وبني أمية قبل الإسلام لم يكن يخرج عن المنافسة على الشرف والسيادة مثلما حدث بين أبناء عبد مناف بن قصي وعبد الدار ابن قصي - كما ذکرنا آنقًا - ولم يصل أمر المنافسة هذا إلى خصومة أو حرب بین الهاشميين والأمويين ء بل كانوا إذا تنافسوا في أمر تنافروا فيه والنافرة نوع من أنواع الاحتكام إلى أحد الكهان - على عادتهم في الجاهلية - وكانوا يرضون ما يقضي به الكهان ء ومثل ذلك ما حدث بين هاشم بن عبد مناف وبين ابن أخيه أمية ابن عبد مناف يقول البلاذري : « كان أمية بن عبد شمس ذا مال » فتکلف أن يفعل كما فعل هاشم في إطعام قريش فعجز عن ذلك » فشمت به ناس من قريش وعابوه لتقصيره » فغضب ونافر هاشمًا على حمسين ناقة سود حدق » تنحر هکت وعلى الجلاء عشر سنين » وجعلا بينهما الكاهن الخزاعي - وهو جد عمرو بن حي ء وكان منزله عسفان - قضى الكاهن لهاشم على أمية ؛ فأخذ هاشم الإبل فنحرها وأطعم لحمها من حضر وخرج أمية إلى الشام ء فأقام بها عشر سنين » ° .

هذا هو الذي يثبته التاريخ بين هاشم وابن أخيه أمية بن عبد شمس وهو كما قلنا نوع من الاحتكام أو التقاضي » وكان أمرًا شائعًا بين العرب » وكان الذي يؤدي إليه التنافس على الشرف والسؤدد ء ولم يكن وليد عداء مستحكم بین أبناء العمومة يمنعهم من التضامن والوقوف معا عندما يواجههم خطر يهددهم جميعًا ء ولهذا وقفوا صفّا واحدًا في حرب الفجار الأخيرة » التي كانت بين قريش وكنانة وبين قيس غيلان والتي كانت قيادة قريش فيها مرب بن أمية » وقد شهدها رسول الله بر وعمره عشرون سنة » وقال بي عنها فيما بعد : « كنت أنبل عن أعمامي ) ء أي : رد عنهم نبل عدوهم إذا رموهم بها 29 .

بل لدینا من شواهد التاريخ ما يدل على قوة العلاقة بين بني هاشم وبني أمية فقد كان عبد المطلب بن هاشم - زعيم الھاشمیین في عصره - صدیقًا لحرب بن أمية -

(۱) انظر : ر ص )١١‏ من الكتاب المشار إليه .

(؟) انظر : على سبيل المثال : د . عبد المنعم ماجد - التاریخ السياسي للدولة العربیة ( ؟/8١‏ ) . )٣(‏ أنساب الأشراف ( 51/١‏ ) .

(4) ابن هشام ( ۲۰۱/۱ ) .

۹۸ یام الدولة الأموية زعيم الأمويين - كما كان العباس بن عبد الطلب بن هاشم صديقًا حميمًا لأبي سفیان ابن حرب بن أمية » وفي قصة إسلام أبي سفيان عند فتح مكة » ودور العباس فيها أكبر دليل على ذلك كما سنذكره بعد قليل . والغريب أن المقريزي الذي الف كتابًا خاصًا عن علاقات الهاشميين والأمويين وجعل محوره النزاع والتخاصم يعترف بالصداقة الوطيدة التي كانت بين العباس وأبي سفيان ۹ء فإذا كانت الصداقة قائمة ووطيدة بين زعماء البيتين - الأموي والهاشمي - وهم أبناء أب واحد » هو عبد مناف ابن قصي » فان حدس بتأصيل النزاع بينهما بعد الإسلام والرجوع به إلى ما قبل الإسلام لاسند له من التاريخ .

أما قصة إسلام أبي سفيان - قبيل دخول الرسول يك مكة ء عام الفتح - ودور العباس فيها ء والذي يعتبر أكبر دليل على قوة العلاقة والمودة بين كبيري بني هاشم وبني أمية » فملخصها - كما يرويها ابن إسحاق ٩‏ - : أن العباس بن عبد المطلب كان حریضا على ألا يدخل رسول الله بلق مكة عنوة فخرج عله يجد أحدًا يبلغ أهلها بمسير رسول الله کہ على رأس جيشه لفتحها ء ليخرجوا إليه فيستأمنوه ء فالتقى بأبي سفيان الذي كان بدوره قد خرج يتحسس الأخبار - وكان فرحه بذلك عظيمًا - فقال لأبي سفيان : ويحك يا أبا سفيان هذا رسول الله ا في الناس ء واصباح قريش واللّہ ! قال : فما ا حیلة فداك أبي وأمي ۹ قال : ... والّه لفن ظفر بك ليضرين عنقك » فارکب هذه البغلة ء حتى آتي بك رسول اله بال قأستأت لك . فأخذه إلى رسول الله كه وما زال يستعطفه حتى صفح عنه » ولم تهدأ نفس العباس حتى تم إسلام أبي سفيان على يدي رسول اللہ عو فهذا الحرص من العباس على إسلام أبي سفيان وتأمینه إلى الحد الذي جعله يغلظ في القول لعمر بن الخطاب عندما استأذن النبي في ضرب عنق أبي سفيان » عَلام يدل ؟ ألا يدل على حسن العلاقة بین أبناء العم ؟ ولم یکتف العباس بتأمين أبي سفيان » بل ما زال بالرسول یلا

حتى أعطى أبا سفيان ما لم يعطه أحدًا من قريش من ميزات .

قال العباس : قلت : يا رسول الله » إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شیٹا ء قال : ١‏ نعم » من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ء ومن ن أغلق عليه بابه فهو آمن )١(‏ انظر: التزاع والتخاصم ( ص ۲۹ ) » ويشير المقريزي إلى دور العباس في إسلام أبي سفیان وحرصه

على ذلك . (۲) انظر: القصة بتمامها في سيرة ابن هشام ( 5١/4‏ - ۲۲ ) .

قيام الدولة الأو سس ۹۹

ومن دخل السجد فهو آمن » ۲ هذه القصة الثايتة تاريخيًا تسد الطریق على کل من یحاول أن یختلق عداوة وخصومة قديمة بین بني هاشم وبني أمية ء فلو كان هذا العداء قديًا لما كانت أمام العباس فرصة أعظم من هذه ليقتل أبا سفيان ویتخلص منه أو يدع عمر يقتله » ولكنه بذل قصارى جهده في الحفاظ على سلامته وإسلامه » بل أغلظ لعمر ف في القول لما عم بقتله ء ولم يزل برسول الله َه يستعطفه ويسترضيه » حتى أخذ له منه الأمان ء ولا أسلم أخذ له منه امتیاژا على غيره » كل هذا يدل على حسن العلاقة بين زعيمي فرعي عبد مناف : هاشم وأمية .

وقد وقف النبي يك من بني أمية وأهل مكة جميعًا الموقف الذي يتناسب مع خلقّه وعطفه ورحمته » لا الموقف الذي يستحقونه » بسابق كفرهم وعنادهم » ونصبهم الحرب له » فقد صارت حياتهم معلقة بكلمة منه قال لهم : « يا معشر قريش » ما ترون أني فاعل بكم ؟ » قالوا : خيرًا » أخ كريم وابن أخ كريم ء قال : « اذھبوا فأنتم الطلقاء » ٢”‏ صدق من سماك بالمؤمنین رژوف رحيم .

هذا موقف الرسول یه من أهل مكة جميعًا بعد فتحھا ء أما موقف بني أمية من ول ل يل ا تی نود ولا میم آحد الفاح مه ور خلا الوقف العدائي الذي وقفه معظم بني أمية من الرسول و والإسلام » لم يكن ينبعث - في نظرنا - من عداء قديم مستحکم بين الھاشمیین والأمريين » وڑھا كان بسبب النافسة على الشرف والسؤدد فی بيئة تقيم وزتا کبیرا لهذه الأمور , فإذا کانوا قد تنافسوا ء وکادوا يلون على آمور مثل السقاية وارفادة ... الخ ؛ فکیف بالنبوة » وهي شرف ما بعده شرف ؟! ولكنهم نسوا أن النبوة هبة من ا حالق لا يهبها لمن يشاء من عباده » فهو وحده الذي يعلم حیث يجعل رسالته » فالنبوة ليست من الأمور التي يدعيها الناس ويقتتلون عليها ء أو يخصون بها من يشاؤون من زعمائهم ء ولا زعموا أن الرسول بإ غير جدير بالرسالة » م الا يل هنا الشر ان عل عل رل من الین عم © اردرف ۲٣‏ . رد الله تعالى عليهم هذا الزعم الباطل فقال : ۵ هر تہ ممت رک عن شنا یم تم في لحز لديا [الرحرف : ]۳۲٣۲‏ .

وهذا الوقف العدائي الذي وقفه معظم بني أمية من الرسول بل ودعوته

(۱) سيرة ابن هشام ( ۲۰/٤‏ - ۲۲ ) ونسب قريش ۱۲۲ ) . (۲) ابن هشام المصدر السابق ( ۳۲/۶ ) .

۰ ام الدولة الأموية

شارکهم فيه کثیرون من بطون قریش » مثل بني مخزوم وبني جمح وغیرهم » كمأ شاركهم فيه عدد من بني هاشم آنفسهم ‏ فعداء أبي لهب عم النبي عَم وابن عمه أبى سفیان بن ا حارث بن عبد الطلب وعقیل بن أبى طالب » عداء هؤلاء للنبى ومع نامع أسلموا بعد فح مكة وحسن ن إسلامهم وأبلوا بلاء حستا في نصرة الإسلام وإعلاء كلمة الله ¢ إلا أن بعض الناس نسي كل عداوات قريش للرسول ملا ولم یذ کروا إ إلا عداء بني أمية 4 وكأنهم وحدهم لن وقفوا هذا ذلك ولا يكفون عن ذكر الواقف سید لني أيه التي کانت سای وکان القوم ما أسلموا أو ما جاهد وا في الله حق جهاده » حتى إن هؤلاء المدعين لتأصيل العداوة بين البيتين قد ما نسوا أن بعص بنى أمية كانوا من السابقین إلى الإسلام » بل إن عدد السابقين إلى الإسلام من بني أمية ربما كان أكثر من السابقين إليه من بني هاشم » فقد كان عثمان بن عفان بن أبى العاص بن أمية من السابقین إلى الإسلام » وكذلك كان آبناء سعيد بن العاص » خالد بن سعيد وعمرو بن سعيد ء من السابقين إلى الإسلام فقد أسلم خالد بن سعيد بن العاص وكان خامسًا في الإسلام كما تقول ابنته أم خالد : « كان أبي امسا في الإسلام - أي أسلم بعد أربعة سبقوه فقط - وهاجر إلى أرض الحبشة وأقام بها عشر سنين » وولدت أنا بها » ”“ . وكذلك أسلم أخوه عمرو بن سعيد بن العاص وهاجر الهجرتين . ثم لحق بهما أخوهما أبان ابن سعيد (2 . وكان خالد وأبان انا سعيد بن العاص من كتّاب الوحي للرسول يلق ©© . ولكن رغم إسلام هؤلاء الرجال من بني أمية منذ البداية » وتضحياتهم وهجرتهم إلى الحبشة » ورغم إسلام جميع بني أمية عند فتح مكة ء وترحيب الرسول بهم وفرحه یاسلامهم » والاعتماد عليهم في جلائل الأعمال - كما سنذكره بعد قلیل - إلا أن كل ذلك لم يشفع لهم عند أصحاب الأهواء > حتى الكلمات الطيبة التي قالها الرسول مر في معرض العفو العام عنهم ء وفي اليوم الذي سماه يوم بر ووفاء » وهي

. ) ١5/١ ( الذهبي » سير أعلام النبلاء ( ۲۲۰/۱ ) ۰ والإصابة لابن حجر‎ )١( . ) 15/١ ( ء والإصابة‎ ) ۲١١/١ الذهبي » سير أعلام النبلاء ر‎ )۲(

(۳) الذهبي ء سیر أعلام النبلاء ( 551/١‏ ) » والإصابة ( ٠١/١‏ ) .

. )١89ص‎ ( أبو الحسن الخزاعي » تخريج الدلالات السمعية‎ )٤(

یام الدولة الأو سے۔سے ۷۹

قوله پا : « اذهبوا فأنتم الطلقاء » حتى هذه الکلمات ء جعل بعض الناس منھا شب في جبين بني أمية وحدهم ؛ وجعلوا يعيرونهم بأنهم الطلقاء وأبناء الطلقاء . ولم يفهموا أن هؤلاء الطلقاء وأبناءهم قد أسلموا وحسن إسلامهم ء وكانت لهم مواقف مشهودة في نصرة الاسلام في حياة الرسول بب وبعده في الفتوحات في عهد خلفائه الراشدين » يقول الإمام ابن تيمية ردا على صاحب كتاب ١‏ منهاج الكرامة ) ء الذي يذم معاوية بأنه طليق ابن طليق : « وأما قوله : إنه الطليق فهذا ليس نعت ذم » فان الطلقاء هم مسلمة الفتح ء الذين أسلموا عام فتح مكة ء وأطلقهم النبي یلا وكانوا نحوًا من ألفي رجل » وفيهم من صار من خیار المسلمين كالحارث بن ہشام وسهيل بن عمرو » وصفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل ويزيد بن ابي سفيان وحكيم بن حزام وأبي سفيان بن الحارث » ابن عم النبي یل الذي كان يهجوه ء ثم حسن إسلامه » وعتاب بن أسيد » الذي ولاه النبي لا مكة لما فتحھا ء وغير هؤلاء من حسن إسلامهم . ومعاوية من حسن إسلامهم باتفاق أهل العلم ؛ ولهذا ولاه عمر ابن الخطاب ۂ فيه موضع أخيه يزيد بن أبي سفيان لما مات آنحوه يزيد بالشام .. وعمر لم تكن تأخذه في الله لومة لاثم » ولیس هو من يحابي في الولاية » ولا كان من يحب أباه أبا سفيان » بل كان من اأعظم الناس عداوة لأببه أبى سفيان قبل الإسلام » حتى إنه لما جاء به العباس يوم فتح مكة کان عمر حريضًا على قتله » حتى جرى بينه وبين العباس نوع من الخاشنة ء بسبب بغض عمر لأبي سفيان "٢ء‏ فتولية عمر لابنه معاوية ليس لها سبب دنيوي » ولولا استحقاقه الإمارة لا أمره ء ثم إنه بقي في الشام عشرين سنة امیا وعشرين سنة خليفة » ورعيته من أشد الناس محبة وموافقة له » وهو أعظم الناس إحسانًا إليهم وتأليمًا لقلوبهم » 29 .

فتعبير الأمويين بأنهم الطلقاء وأبناء الطلقاء يكشف عن الحقد الدفين عند بعض الغلاة من الشيعة وغيرهم . ُو أمية یدخلون في جملة مسامة الفتح الذين وعدهم الله بالحسنى في قوله تعالى : لا سی 2 زی مک تن أ من بل ام تلا مدمه نی نوا من بعد وکتاواً و ل وعد لن لس واه پکا مود حبك 4 [الحديد: 60٠١‏ .

(۱) لم يكن بغض عمر لأبي سفیان 8 لسبب شخصي , وما كان لعداوة أبي سفيان للاسلام قبل أن يسلم » فلما أسلم وحسن إسلامه » زال سيب عداوة عمر له » بل إن عمر كان يحترم أبا سفيان لمكانته في قومه .

(۲) منهاج السنة ( ۲۰۲/۲ ) .

۲ سس یام الدولة الأموية

الله لا یعدهم با حسنی جزاء قتالهم وجهادهم ؛ حتی مع تأخر إسلامهم ؛ رحمة منه 8 .

ولكن بعض أصحاب الأهواء من المؤرخين يأبى الا أن برمیهم بالکفر , أنفسنا وإياهم بالله من ذلك . الأمويون قي عهد النبي به :

ذكرنا - آنقًا - أن معظم الأموبين كانوا قبل فتح مكة بقيادة أبي سفيان بن حرب في الجبهة العادية للرسول يك بل كانت لهم قيادة قريش وحلفائها في كل المعارك إلى أن كان فتح مكة فأسلموا جميعًا وحسن إسلامهم ؛ وبعد أن أسلموا وعرفوا حقيقة الإسلام وعظمته أدركوا جسامة الخطأ في تأخرهم عن الإسلام » وأن هذا التأخير قد نزل بهم درجة عن السابقين » كتب أبو سفيان لابنه معاوية بعد أن ولاه عمر ابن الطاب ظط الشام خلمًا لأخيه يزيد ء فقال له : (يا بني إن هؤلاء الرهط من المهاجرين سبقونا وتأخرنا ء فرفقھم سبقهم وقمهم عند الله وعند رسوله » وقصر بنا تأخيرنا » فصاروا قادة وسادة » وصرنا أتباعًا » وقد ولوك جسیکا من أمورهم فلا تخالفهم » 2 .

فهذا كلام رجل مدرك حقيقة موقفه وموقف أسرته » نادم على تأخر إسلامه وإسلامهم ؛ لأن هذا التأخير قعد بهم عن مركز الصدارة الذي کانوا يحتلونه فلو أسلموا من البداية لكان لهم التقدم والقيادة » وفي الحقيقة يمكن القول : إن أبا سفيان وسائر بني أمية الذين كانوا يتمتعون بمركز ممتاز في مكة قبل الإسلام قد تصوروا أن الإسلام خطر على مركزهم الاجتماعي والاقتصادي ؛ فقاوموه وصدوا الناس عنه » ولو كانوا يعلمون أن الإسلام ما جاء إلا لينتشلهم من وهدة الشرك والوثنية إلى الوحدانية الحقة ء وليفتح أمامهم أبواب اجد الحقيقي لما أبطؤوا عنه . فلما تبين لهم ذلك ورأوا أمر الإسلام قد ظهر واتضحٍ وعلموا أنه كان مع اللہ إلهًا آخر لأغنى عنهم شیف - كما قال أبو سفيان - وشرح الله صدورهم للإسلام » أسلموا إسلام الشرفاء ء وأقبلوا على الإسلام يضاعفون جهودهم ليكفروا عن تأخيرهم وسابق )١(‏ انظر : ما يقوله المقريزي في كتابه النزاع والتخاصم ( ص۱۵ ) » في جرأة عجيبة عن رجل من كيار التابعين » ومن فقهاء المدينة المعدودين وهو عبد الملك بن مروان . يقول : « ... فان عبد الملك بن مروان أبا الخلفاء من بني مروان أعرق الناس في الكفر ؛ لأن جده لأييه الحكم بن أبي العاص ... وجده لأمه

معاوية بن المغيرة بن أبي العاص » ثم يكرر الكلام نفسه في ( ص١7‏ ) . (۲) البداية والنهاية ( ١١8/8‏ )

قیام الدولة الأموية ۲ عداوتهم ء ويعوضوا ما فاتهم من الجهاد مع رسول الله یلو فألقوا بأنفسهم في معارك الإسلام الكبرى » غير هيابين ولا ژجلین » واستشهد منهم من استشهد ء وهم كثيرون » ولم يتوانَ من تأخر به الأجل عن خدمة الإسلام والإخلاص له .

وقد عرف النبي ل للأمويين قدرهم ء فشر یاسلامھم » ورحب بهم » وأفسح لهم مکائا في دولته لتستفيد بجهودهم ومقدرتهم . فقد أعطى الرسول ٹا لأبي سفيان ميزة لم يعطها أحدًا من مكة ء حين قال : « من دخل دار أبي سفيان فهو آمن » وهذا شرف كبير حازه أبو سفيان » يدل على تقدير الرسول للزعماء وأصحاب الكلمة في قومهم . واستعمل الرسول یك أبا سفيان على نجران استجابة لطلبه » كما اتخذ ابنه معاوية كاتبًا له . روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس أن أبا سفيان طلب من النبي يك أن يؤمره حتى يقاتل الکفار كما كان يقاتل المسلمين » وأن يجعل معاوية كاتها بين يديه فاستجاب له النبي مر 0 . وكان أول وال على مكة - وهي أشرف بلاد الله - بعد فتحها رجلا من بني أمية » هو عتاب ابن أسيد بن أبي العیص بن أمية بن عبد شمس .

يروي ابن إسحاق عن زيد بن أسلم أنه قال : « لما استعمل النبي لا عتاب ابن أسيد على مكة رزقه کل يوم درهمًا ء فقال أيها الناس : أجاع اله كبد من جاع على درهم فقد رزقني رسول الله يد کل يوم درهمًا فليست بي حاجة إلى أحد » ۱ .

كما استعمل رسول اللہ عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية على قرى خيير ووادي القرى وتيماء وتبوك ء وفيض رسول الله یلو وعمرو عليها © . كما استعمل الحكم بن سعيد بن العاص على سوق مكة 25 » واستعمل خالد بن سعيد ابن العاص على صنعاء © » واستعمل أبان بن سعيد بن العاص على البحرين » وفيض رسول الله بر وهو عليها 29 .

كما كان أبان وخالد ابنا سعيد بن العاص ء ومعاوية بن أبي سفيان إضافة إلى عثمان بن عفان 4 من كتاب الرسول پ لاو © . وخلاصة القول : فقد ُبُض رسول الله يق ومعظم رجالات بني أمية على

(۱) صحيح مسلم بشرح النووي ( 551/١5‏ ) ء والبداية والنهاية ( 1١5/8‏ ) . (۲) سيرة ابن هشام ( 15/4 - 148 ) ء وتاريخ خليفة بن خياط ( ص 997 ) . - ۳(‏ تاریخ خليفة بن خياط ( ۹۷/۱ ) »